المشاركات

تفسير قوله تعالى:"خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ"

صورة
هذه الآية وما جاء في تفسيرها في نشرة الدعوة خارطة طريق للتعامل مع الناس، فهذه الآية من جوامع حكم القرآن الكريم. وكما يقول الشيخ محمد الفاضل بن عاشور (1970-1909م) فقد "جمعتْ هذه الآية مكارم الأخلاق لأن فضائِل الأخلاق لا تعدو أن تكون عفواً عن اعتداء فتدخل في (خذ العفو)، أو إغضاءً عما لا يلائم فتدخل في (وأعرض عن الجاهلين)، أو فعلَ خير واتساماً بفضيلة فتدخل في (وأمر بالعرف) وهذا معنى قول جعفر بن محمد: «في هذه الآية أمر الله نبيه بمكارم الأخلاق وليس في القرآن آية أجمع لمكارم الأخلاق منها وهي صالحة لأن يبين بعضها بعضاً، فإن الأمر يأخذ العفو يتقيد بوجوب الأمر بالعرف، وذلك في كل ما لا يقبل العفو والمسامَحة من الحقوق، وكذلك الأمر بالعرف يتقيد بأخذ العفو وذلك بأن يدعو الناس إلى الخير بلين ورفق". ويقول ابن كثير(ت 774 هـ) في تفسيره انه لما أنزل الله ، عز وجل ، على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم: "خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين"، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما هذا يا جبريل ؟" قال: إن الله أمرك أن تعفو عمن ظلمك، وتعطي من حرمك، وتصل من قطعك. وعن

كفي بالموت واعظا

صورة
الموت يأتي بغتة يصبح أحدنا ولا يمسى ,,ويمسى الأخر ولا يصبح ونحن في غفلة ولا حول ولا قوة إلا بالله الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «القبر أول منازل الآخرة، فإن ينج منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه» ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ما رأيت منظراً إلا والقبر أفظع منه» {أحمد والترمزي وحسنه الألباني}  وفي حديث جابر بن عبدالله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : «لا تمنوا الموت فإن هول المطلع شديد» {أحمد وحسنه الهيثمي} . وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :«إن الميت يصير إلى القبر، فيجلس الرجل الصالح في قبره غير فزع ولا شعوف { أي غير خائف ولا مذعور } ثم يقال له : فيم كنت؟ فيقول : كنت في الإسلام فيقال له : ما هذا الرجل ؟ فيقول : محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، جاءنا بالبينات من عند الله فصدقناه، فيقال له ، فينظر إليها يحطم بعضها بعضا، فيقال له : انظر إلى ما وقاك الله : ثم يفرج له قبل الجنة ، فينظر إلى زهرتها وما فيها ، فيقال له : هذا مقعدك ، ويقال له : على اليقين كنت، وعليه مت، وعليه تبعث إن شاء الله . وعن البراء بن عازب رضي الله عنه ع

تفسير قولة تعالي "أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا "

صورة
{أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ} (17) سورة الرعد هذه الآية الكريمة في جملتها تبين أن الذي يصح ويبقى في هذه الحياة، وينتفع به الناس غاية الانتفاع إنما هو الحق. وبالمقابل فإن كل ما كان خلاف ذلك من أنواع الباطل لا وزن له ولا قيمة ولا اعتبار، وسرعان ما يزول ويضمحل . فهذه الآية تضمنت مثلين حسيَّين، يراد منهما إيصال فكرة واحدة، مفادها: أن الحق هو المنتصر في النهاية، وهو صاحب الكلمة الفصل في معركة الحياة،  وأن الباطل هو الخاسر والمنهزم في المحصلة؛ فالمثل الأول وهو قوله تعالى { أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا } مضروب للماء الذي يُنـزله الله من السماء، فيتدفق في الأرض، فيملأ الأودية التي تشكل سيولاً جارفة، تحمل معها كل ما تصاد

أركان التوبة وشروطها

صورة
التوبة هي الإقلاع عن الذنب، ويعتبر في تحقّقها ثلاثة قيود: · ترك الفعل في الحال. · الندم على الماضي من الأفعال. · العزم على الترك في الاستقبال. جاء في نهج البلاغة أنه قال عليّ عليه السلام لقائل قال بحضرته: «استغفر الله»: ثكلتك أمك أتدري ما الاستغفار؟ الاستغفار درجة العلّيين وهو اسم واقع على‏ ستة معانٍ: أولها: الندم على ما مضى. والثاني: العزم على ترك العود إليه أبداً. والثالث: أن تؤدي إلى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله أملس ليس عليك تبعة. والرابع: أن تعمد إلى كلّ فريضة عليك ضيّعتها فتؤدّي حقّها. والخامس: أن تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت فتذيبه بالأحزان حتى‏ تلصق الجلد بالعظم وينشأ بينهما لحم جديد. والسادس: أن تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية، فعند ذلك تقول: «أستغفر الله»(1). يشتمل هذا الحديث الشريف الذي نقله السيد الرضي عن إمام الموحّدين علي‏ عليه السلام على ركنين من أركان التوبة هما: الندامة والعزم على ترك‏ العودة، وعلى شرطين مهمين للقبول هما: إرجاع حقوق المخلوق لأهلها، وردّ حقوق الخالق لله سبحانه. وأما الأمران الآخران الخامس والسادس، فهما من‏ شر

هكذا يكون الصبر على البلاء والرضا بالقضاء

صورة
ذكر أن عروة بن الزبير لما خرج من المدينة متوجها الى دمشق ليجتمع بالوليد ، انتشر السرطان في رجله فى واد قرب المدينة ، وكان بدايته هناك، فما وصل الى دمشق إلا وهو قد أكل نصف ساقه فدخل على الوليد فجمع له الاطباء العارفين بذلك ، فأجمعوا على أنه يجب أن يقطعها وإلا أنتشر السرطان في الجسد كله فوافقهم على قطعها . وقالوا له : ألا نسقيك مخدرا حتى يذهب عقلك فلا تحس بألم القطع ؟ فقال : لا ! ؟ معاذ الله أن أتناول شيئا يغيب عقلي وقلبي عن ذكر الله ، ولكن إن كنتم لابد فاعلين فأقطعوها وأنا في الصلاة ،  فإذا دخلت الصلاة وجلست لقراءة التشهد فاقطعوا ساقي فإنني عندما أدخل الصلاة لا أفكر إلا في الله الواحد. فنشروا رجله وهو قائم يصلى ، وهو صامت لا يتكلم فما تصور ولا اختلج ، فلما انصرف من الصلاة عزاه الوليد فى رجله ، فقال : اللهم لك الحمد ، كان لى أطراف أربعة فأخذت واحدا فلئن كنت قد أخذت فقد أبقيت ، وإن كنت قد أبليت فلطالما عافيت ، فلك الحمد على ما أخذت وعلى ما عافيت.   وكان قد صحب معه بعض أولاده ومنهم محمد ، وكان أحبهم إليه ، فدخل دار الدواب فرفسته فرس فمات ، فأتوه فعزوه فيه . فقال :  الحمد لله كانوا

وَقَالَ رَبُّكُـمْ ٱدْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ

صورة
يقول تعالى "وَقَالَ رَبُّكُـمْ ٱدْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ" ويقول أيضا " وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنّي فَإِنّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ " وقال تعالى عندما أثنى على أنبيائه "إِنَّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِى ٱلْخَيْرٰتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خـٰشِعِينَ" وعندما وصف الله عباده المؤمنين قال "إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِـئَايَـٰتِنَا ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكّرُواْ بِهَا خَرُّواْ سُجَّداً وَسَبَّحُواْ بِحَمْدِ رَبّهِمْ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ * تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ ٱلْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَـٰهُمْ يُنفِقُونَ" ويقول جل في علاه "أَمَّن يُجِيبُ ٱلْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ ٱلسُّوء" ويقول تعالى في وصف أهل الجنة "دَعْوٰهُمْ فِيهَا سُبْحَـٰنَكَ ٱللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَءاخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ ٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ" إحساس جميل أن تتقرب إلى مولاك وخالق