المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠٠٨

مصير الظالمين

هل يتصور أحد منا حال الأجساد البشرية الطرية وهي تحشر إلى جهنم زمراً؟، يقول العزيز الحكيم: (احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله، فاهدوهم إلى صراط الجحيم) (3) . (وترى الظالمين لما رأوا العذاب يقولون هل إلى مردّ من سبيل) (4) . (وقيل للظالمين ذوقوا ما كنتم تكسبون) (5) . (إنا أعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه...) (6) . (وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين) (7) . ترى كيف يقاوم هذا الجسد النحيف الضعيف كل تلك القوى الجهنمية الهائلة التي أعدت للظالمين والمفسدين؟، من تؤلمه البقة كيف يواجه لدغات العقارب والحيات؟، ومن لا يتحمل حرارة الصيف اللاسعة كيف يتحدى نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة؟، يصف أمير المؤمنين(ع) وهن الجسد ورقّة الجلد، وسقر التي لا تبقى ولا تذر فيقول:«واعلموا أنه ليس لهذا الجلد الرقيق صبر على النار، فارحموا أنفسكم، فإنكم قد جربتموها في مصائب الدنيا فرأيتم جزع أحدكم من الشوكة تصيبه، والعثرة تدميه، والرمضاء تحرقه، فكيف إذا كان بين طابقين من نار، ضجيج حجر وقرين شيطان؟ أعلمتم أن مالكاً إذا غضب على النار حطم بع

طعم وحلاوة الايمان

روى الإمام مسلم عن العباس بن عبد المطلب ـ رضي الله عنه ـ أنه سمع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: "ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا وبمحمدٍ رسولاً" وفي رواية ثانية "ذاق حلاوة الإيمان" وورد في حديث آخر: "ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان".إذن فـ للإيمان حلاوة وطعم يتذوقه من كان أهلاً لذلك، وطعم الإيمان لا يتغير فهو حلو دائمًا، وإنما الذي يتغير هو حال من يتذوقونه، كالمريض الذي لا يستشعر عذوبة الماء الفرات، فليس العيب في الماء، ولكن العيب في الحالة المرضية التي حالت دون التذوق.قال القاضي عياض: معنى الحديث: صح إيمانه واطمأنت نفسه وخلص باطنه. وأساس الوصول إلى حلاوة الإيمان إيمان صادق وعبادة صحيحة ومجاهدة للنفس والشهوات، وأما الطريق إلى حلاوة الإيمان فهي كما بينها الحديث: -الرضا بالله ربًّا: والرضا بالله ربًّا يعني الرضا بشريعته، علمًا وحكمًا وتطبيقًا، رضًا نفسيًّا داخليًّا أولاً، ورضا عمليًّا خارجيًّا ثانياً، فيتولد في النفس مرشد للخير يأخذها إلى طريق الله، فيصبح همّ المرء إرضاء الله ـ سبحانه ـ لا إرضاء الناس ، فإن أخطأ وهو في طريقه،

القناعة الرضا

هل كل من رضي بما رزقه الله به هو مقتنع به وبذلك العطاء ؟؟؟ القناعة كنز لا يفنى ! .. عبارة كثيرا ما كنا نسمعها في سالف الأيام وكان الأهل والعشيرة مقتنعين قناعة راسخه بما رزقهم الله وحباهم عن غيرهم من نعم كبرت أو صغرت ، فهل معنى ذلك أنهم كانوا بسطاء ؟؟ على حد تعبير شباب هذه الأيام أو بعضهم كي لا يزعلوا علينا . القناعة جميلة .. والقناعة سر من أسرار الحياة الهانئة السعيدة . فقناعتك بما لديك وعدم التذمر والنظر لما لدى الغير هو سر سعادتك ، فكلما نظرت للغير إسودت الدنيا بين عينيك وطلبت ما ليس لك به حق ، فالخير مقسم وموزع بين بني البشر بالعدل والقسطاط من العادل سبحانه وتعالى . فما لديك هو نصيبك من هذه الدنيا ، وما لدى غيرك هو نصيبه منها ، فإرضى بنصيبك تسعد . وإلا عافاك الله مما سترى ومما سيحل بك من هم وغم وحزن ونكد لا طائل بعده ولا قبله . فهل نتعلم القناعة ونعلمها لأولادنا وبناتنا الذين تعودوا على الفهلوة والشطارة والحداقة وغيرها من الألفاظ التي يبررون بها أساليبهم في طلب ما لدى الغير أو ما ليس من حقهم . صحيح أن البعض يحصل بإستخدام هذه المصطلحات وأساليبها على شيء ما من الرزق ولكن كل الثقة أن ه