المشاركات

عرض المشاركات من يوليو ٦, ٢٠٠٨

طعم وحلاوة الايمان

روى الإمام مسلم عن العباس بن عبد المطلب ـ رضي الله عنه ـ أنه سمع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: "ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا وبمحمدٍ رسولاً" وفي رواية ثانية "ذاق حلاوة الإيمان" وورد في حديث آخر: "ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان".إذن فـ للإيمان حلاوة وطعم يتذوقه من كان أهلاً لذلك، وطعم الإيمان لا يتغير فهو حلو دائمًا، وإنما الذي يتغير هو حال من يتذوقونه، كالمريض الذي لا يستشعر عذوبة الماء الفرات، فليس العيب في الماء، ولكن العيب في الحالة المرضية التي حالت دون التذوق.قال القاضي عياض: معنى الحديث: صح إيمانه واطمأنت نفسه وخلص باطنه. وأساس الوصول إلى حلاوة الإيمان إيمان صادق وعبادة صحيحة ومجاهدة للنفس والشهوات، وأما الطريق إلى حلاوة الإيمان فهي كما بينها الحديث: -الرضا بالله ربًّا: والرضا بالله ربًّا يعني الرضا بشريعته، علمًا وحكمًا وتطبيقًا، رضًا نفسيًّا داخليًّا أولاً، ورضا عمليًّا خارجيًّا ثانياً، فيتولد في النفس مرشد للخير يأخذها إلى طريق الله، فيصبح همّ المرء إرضاء الله ـ سبحانه ـ لا إرضاء الناس ، فإن أخطأ وهو في طريقه،