المشاركات

عرض المشاركات من مايو ٢٤, ٢٠٠٨

علم الغيب

صورة
ربما يعدُّ من المناظر المألوفة لكثير منا رؤية مجموعة من النساء وقد تجمعن حول إحداهن وهي تمسك بكوب القهوة الفارغ، لتقرأ لهن حظهن ومستقبلهن، إنها صورة ساذجة بلا شك، إلا أنها تحكي حقيقة واقع الإنسان في ولعه بمعرفة ما تخبئه له الأيام، وما تحمله له السنون والأعوام . وهو ولع أصاب البشرية منذ القدم فدفعها لاختبار شتى الطرق لكشف الغيب واستجلاء أسراره، فمنهم من رأى في حركة الطير، وصوت الغراب، ما يؤشر على قدوم خير أو مجيء شر، ومنهم من رأى في حركات الكواكب واجتماعها وافتراقها ما يخبر عن أحوال الخلق صحة وسقما، حياة وموتا، سعادة وشقاء، ومنهم من رأى في شقوق كف يد الإنسان، وخطوط الأرض ما ينبئ بمستقبله إلى غير ذلك من طرق هي إلى الخرافة أقرب منها إلى العلم . وأمام هذا الاتساع الخرافي في العقلية البشرية وقف الإسلام من قضية العلم بالغيب موقفا حاسماً واضحاً، فبين أن لا أحد في السموات ولا في الأرض يعلم الغيب إلا الله، قال تعالى: { قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله }(النمل: 65) ونفى سبحانه علم الغيب عن أقرب الخلق إليه، وأطوعهم له، وهم الملائكة والأنبياء، فقال للملائكة وقد تساءلوا: كيف يستخلف ف