المشاركات

عرض المشاركات من أبريل ١٨, ٢٠٠٩

حسبنا الله ونعم الوكيل

كم تعرَّض المسلمون للمحن والشدائد في مسيرتهم وفي رسالتهم ! ، وكم ألمَّت بهم من فتن وإِحَنٍ ، ولكنهم ثبتوا فيها ثبوت الجبال ! ، وكم مرَّت بهم من عواصف هوج تقتلع الرواسي ، ولكنَّ الله سلَّم ! ، ولا شكَّ أن هذا يُكلِّف المجاهدين الكثير الكثير من المال والجهد ، والنفس والنفيس ، ولكنها إرادة الله ، وطبيعة الصراع بين الحق والباطل ، الذي يكشف عن المعادن ويُظهر الخبيث من الطيب . وقد أراد الحق سبحانه أن يظهر هذا بوضوحٍ عملي وبرهان فعلي ؛ فقال سبحانه : ﴿ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ ﴾ سورة الرعد :17 ، يقول الإمام الطبري : مثل يضربه الله للحق والباطل ، والإيمان والكفر ، مثل للحق في ثباته والباطل في اضمحلاله ، ولوحة تصويرية للدعوة الباقية والدعوة الذاهبة مع الريح ، للخير الهادئ والشر المنتفخ ، وهو من جنس المشاهد الطبيعية المنظورة والمَعيشة ؛ ولهذا نسمع القرآن في إظهاره للمشهد المنظور فيقول : ﴿ أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِ